61 - رحلة إلى اليابان 10# - اتفاقية الخلود

الفصل 61 : رحلة إلى اليابان 10# - اتفاقية الخلود.

------------------------------------------------

أراد زعيم عشيرة (تاوكا) الحصول على مقاطعة كابوكيشو والتي هي الآن ملك خاص لزعيم عشيرة (أوروتشي) .. فكان على (أورين) فقط أن يطلب من الزعيم (أوروتشي) بأن يعطيها له، ولكن ذلك ليس بتلك السهولة، لأن الزعيم (أوروتشي) أراد شيئاً في المقابل، وذلك الشيء الذي أراد كان (لورين).

لم تتقبل (لورين) ما قاله زعيم عشيرة (أوروتشي) وقالت له بانزعاج شديد:

"ماذا؟ عفوا؟"

فأجابها بدون اكتراث لما تقول له وهو يحدق في جسدها المثير:

"أجل... حافظي على تلك الطباع يا حبيبتي، أنا أحب النساء العنيفات. أنظروا إلى ذلك الجسد... أجل، ذلك نوعي المفضل بالتأكيد."

ثم خاطب (أورين): "مقاطعة كابوكيشو في مقابل تلك المرأة. ليلة واحدة فقط، لن أطلب أكثر من ذلك."

ثار غضب (لورين) على ما يقول زعيم عشيرة (أوروتشي) وصاحت عليه:

"لن تحصل على الفرصة للقيام بذلك!"

فابتسم الزعيم (أوروتشي) بعد أن نظر إليها بنظرة احتقار:

"أنا لا أكلمك أيتها العاهرة."

ثم نظر إلى (أورين) وسأله:

"(هيرومي) ما تقول في ذلك؟"

لم يفكر (أورين) كثيرا في قبوله للعرض وقال له مباشرة بكل ثقة:

"آمم... أجل، ذلك لن يحدث أبداً."

كان زعيم عشيرة (أوروتشي) منزعجا ومنصدما من ذلك الجواب وسأله وهو منفعل:

"ماذا؟! أنا عملياً سأعطيك تلك المقاطعة! هل أنت مجنون حتى ترفض عرضي هذا؟"

فكان رد (أورين) الثاني على كلامه:

"إنها ليست للبيع يا صاح، اطلب شيئاً آخر."

لما سمعت (لورين) ورأت كيف يدافع عنها (أورين) احمر وجهها قليلاً ولم تقل شيئاً.

لكن الزعيم (أوروتشي) لا يريد تصديق ذلك وظل يصيح على (أورين) بانفعال شديد:

"ماذا يحدث بحق الجحيم؟ إنها فقط خادمتك، إنها ملكيتك. ما المشكلة؟ هل وقعت في حب خادمتك اللعينة؟"

كان (أورين) هادئاً جداً وأجابه:

"ليس حقاً، ولكن لا أستطيع فعل ذلك يا صديق."

لم يعرف زعيم عشيرة (أوروتشي) ما يفعل وظل يخرج أصواتاً تعبر عن غضبه، فانفجر قائلاً:

"إذا أريد ميناء فوناكاناي."

فرد عليه (أورين) بسرعة: "حسنا."

وقال له الزعيم (أوروتشي) مجدداً:

"و مقاطعة يوغينو."

فأجابه (أورين) كالمرة السابقة:

"حسنا."

واستمرا على تلك الطريقة واحد يطلب شيئاً والآخر يوافق بدون تفكير.

"وأريد 10 ملايين من المال المشروع!"

"حسنا."

حتى توقف الزعيم (أوروتشي) عن الكلام وهو يلهث، إلى أن تنهد مطولا وعاد إلى طبيعته بابتسامة وقال وهو راضٍ:

"هاه... حسنا إذن، يسعدني القيام بالأعمال معك...

باكايارو

."

ثم نظر إلى زعيم عشيرة (تاوكا) وقال له:

"حسنا يا (تاوكا) يمكنك الاحتفاظ بمقاطعة كابوكيشو."

في تلك اللحظة فرح (أورين) بدون أن يظهر ذلك أمام الآخرين وقال في نفسه:

(حسنا، الجريموار أصبح لي تقريباً!)

بينما كان (أورين) يتفاوض مع زعيم عشيرة (أوروتشي) وزعيم عشيرة (تاوكا) حول الحصول على الجريموار، كان زعيم عشيرة الوقت المرح كعادته يدردش مع (مايك الطاعن) زعيم عشيرة الطاعن ويضحكان.

حيث كانت تتمة كلامه: "وبعد ذلك قال الإسباني: لم أقصد بأن أسبب الإزعاج، ولكن تلك ليست بطيخة!"

وكان (مايك الطاعن) في الجهة المقابلة ينفجر ضاحكاً:

"هاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاهاها!!!!"

وزعيم عشيرة الوقت المرح يضحك أيضاً وهو يقول له:

"هل فهمت المزحة؟؟ البطيخة! هاهاها."

مايك الطاعن: "غير ممكن!! هاهاهاهاهاهاها!"

"هاهاهاها!"

كان الإثنان يضحكان بشدة إلى أن أنزل زعيم عشيرة الوقت المرح قدميه من الطاولة على الأرض بقوة شديدة وأخرج مسدسه وقام بحشوه ثم أشهره أمام وجه زعيم عشيرة (أوروتشي) وصرخ عليه بغضب قائلاً:

"اللعنة على هذا، لماذا لا تضحك يا (أوروتشي)؟؟! ألم تجد ذلك مضحكاً؟!"

فزع الزعيم (أوروتشي) وارتبك وقال له:

"أ-أجل، أجل! البطيخة! إنها جـ-جيدة!"

فصاح عليه مجدداً: "أنت تُشعِرُني بالمرض يا (أوروتشي)!"

وبينما كان الإثنان يتجادلان والآخرين يتحدثون، قاطعتهم إحدى خادمات الياكوزا وعلى وجهها ملامح القلق وهي تقول لهم بحذر وخوف شديد:

"أنا آسفة على مقاطعتكم أيها السادة، ولكن..... وصلتنا أخبار بأن شخصاً بينكم قد تسلل إلى هذا الاجتماع... لا زلنا لا نعلم من يكون ولكن... واحد منكم قد يكون محتالاً."

في تلك اللحظة تسمر وتصلب الجميع في مكانه وأولهم كان (أورين) وبعدها (مايك الطاعن)، وكان الجميع مصدوماً ويحدقون في بعضهم البعض، ماعدا زعيم عشيرة الذبح الذي قد استغرق في نوم عميق وكانت احدى الخادمات تحاول إيقاضه.

عم الصمت لوهلة في القاعة، إلى أن قرر زعيم عشيرة (تاوكا) كسر ذلك الصمت وقال للجميع:

"حسنا... فليهدأ الجميع... أنا متأكد بأننا جميعاً نشك في شخص ما، ولكن إذا خسرنا صبرنا وطباعنا فستكون النتيجة أسوء بكثير.. يجب أن نقول، واحد تلو الآخر، من نعتقد بأنه قد يكون الشخص المتسلل... ولا يقوم أحد بأي حركة حتى ننتهي من الحديث."

وافق زعيم عشيرة الوقت المرح على ذلك القرار الحكيم والآخرين أيضاً. فنظر زعيم عشيرة (تاوكا) إلى (أورين) وقال له:

"(هيرومي).... ابدأ أنت أولا."

وافق (أورين) على ذلك وظل يحدق في الجميع والجميع كان ينتظر من سيختار (أورين) على أنه الشخص الذي يظن بأنه المحتال المتسلل، وكما نعرف بأن ذلك الشخص هو (أورين) بنفسه متظاهرا على أنه (هيرومي) أكبر مهرب مخدرات في اليابان، ولكنه قرر بأن ذلك الشخص سيكون هو....

"أنا أشك في..... الذبح."

في تلك اللحظة تدخل الزعيم (أوروتشي) وقال:

"أجل... لم يفتح الرجل العجوز حتى فمه منذ البداية."

وكان زعيم عشيرة (تاوكا) موافقا على ذلك أيضاً، فصاح على زعيم عشيرة الذبح العجوز:

"تحدث أيها العجوز!"

كان زعيم عشيرة الذبح قد استفاق للتو من قيلولته وسمع كل شيء وقال لهم:

همممم... الحقيقة هي..... أجل أنا هو الخائن."

انصدم الجميع من ذلك وظلوا يحدقون في بعضهم البعض لوهلة حتى أكمل زعيم عشيرة الذبح كلامه:

"لقد كنت قد تعبت ومللت من هذه الحياة.... كل تلك الوفيات... ذلك الخوف...."

ثم ابتسم ونظر إلى الجميع بفرح وقال:

"لهذا تفككت عشيرتي. أريد أن أتقاعد وأن أحقق حلمي.. أن أفـتح مخبزا! إذا جاء أي واحد منكم عندي سوف يحصل على كاب كيك مجانية، إنها على حساب المحل!"

عند سماع كل ذلك الكلام من طرف سيد عشيرة الذبح، بدأ الجميع يصفق بحرارة له وهم سعيدون ويبتسمون له بينما كان زعيم عشيرة الوقت المرح يقول له:

"آآآآآه، هذا عظيم أيها العجوز! تهانينا!"

وقال زعيم عشيرة (تاوكا) له أيضاً:

"اختيار موفق! جودة عيش الحياة تأتي أولاً."

ثم قال زعيم عشيرة الوقت المرح مجدداً:

"أنا فخور بك!"

وقال الزعيم (تاوكا) أيضاً:

"لا تنسى وعدك بحصولنا على الكاب كيك المجانية!"

بعد مرور بعضة دقائق قام زعيم عشيرة الوقت المرح من مكانه وقال للجميع وهو يبتسم:

"حسنا إذن! أعتقد بأن الاجتماع قد انتهى! يا لها من نهاية جميلة. لقد كان من الرائع لقائكم، أراكم في الشهر المقبل!"

ثم نظر إلى زعيم عشيرة الذبح وقال له وهو يغمزه:

"ابلغ تحياتي إلى زوجتك يا أيها الذبح."

كان الجميع يودع الآخر وقال (مايك الطاعن) لـ(أورين) بابتسامة عريضة:

"أجل، يجب أن أغادر أنا أيضاً يا (أورين). على الأرجح أننا لن نرى بعضنا البعض مجدداً، لذا... الوداع!"

ودع (أورين) (مايك الطاعن) ونظر إلى زعيم عشيرة (تاوكا) وقال له:

"حسنا يا سيد (تاوكا)... أعتقد بأنك مدين لي ببعض المعلومات."

أجابه الزعيم (تاوكا): "أوه... أجل، الاتفاق هو الاتفاق. اتبعني."

خرج الثلاثة من مكان الاجتماع وظل (أورين) و(لورين) يتبعان الزعيم (تاوكا) حتى ذهب بهم إلى احدى الحدائق العمومية والتي كانت مظلمة للغاية وصوت صراصير الليل عالٍ جداً فيها، كانوا لوحدهم هناك، فتوقف الزعيم (تاوكا) عن المشي واستدار نحوهم وقال لـ(أورين):

"حسنا، هذا مكان جيد."

فقال له (أورين): "

جريموار ماغنوس

، أريده."

فأجابه (تاوكا): "أجل، حول ذلك... أنا آسف، ليس لدي الكتاب."

انفعل (أورين) وقال له:

"هل أنت تمازحني؟"

لكن (تاوكا) أجابه قائلاً:

"ولكن... أنا أعلم أين هو. دعني أروي لك قصة.... كما ترى... لقد سمعت عن السيد (ماغنوس) للمرة الأولى قبل سنة من الآن، لقد كان رجل أعمال بريطاني قد أتى إلى اليابان في سنة 1910 وقضى أكثر من 40 سنة في قرية نائية بدون أن يتقدم في السن ولو ليوم واحد...."

قال له (أورين): "نعم، لقد سمعت هذا من قبل."

ثم أكمل (تاوكا) كلامه: "لقد كنت منبهرا بحياته. كنت مهووسا به. بحثت في منزله ووجدت دفتر مذكراته، في مكان سري على جدار معين هناك حيث كان موجودا في صندوق صغير. فيه كانت جميع أبحاثه... ما كان يبحث عنه، وسبب قدومه إلى اليابان. لقد..... زعم بأنه قام بعمل اتفاق أو عهد مع يوكاي.... شيطان. وبالتالي حصوله على.... الخلود. تم ختم العهد الذي بينهما في كتاب... الجريموار الخاص بماغنوس. لقد كان يحتوي على سر الحصول على الخلود."

كان (أورين) مبهورا مما يسمع لكنه تجاهل انبهاره وقال بجدية:

"لذلك أنا أحتاجه. يجب أن يتم تدميره، أو.... بأن يتم اخفائه عن (عشتروت)."

تساءل (تاوكا):

"(عشتروت)؟ هل هو ذلك الرجل الذي سألني عن الجريموار قبل أيام قليلة؟"

فأجابه (أورين) وهو يعلم بأن (عزازيل) يبحث أيضاً عن الكتاب:

"لا، ذلك كان (عزازيل)، واحد من أتباعه. هل أخبرته بأي شيء؟"

قال له (تاوكا) وهو يحدق إلى الأرض: "لا لم افعل. لقد... شعرت بشعور سيء اتجاهه." ثم صمت.

فتحدث (أورين):

"أريد أن أعرف أين هو الجريموار. أنت مدين لي بذلك على الأقل."

حاول (تاوكا) تحذير (أورين) وقال له:

"أنت.... أنت لا يجب عليك فعل ذلك. الجريموار.... يدمر أي شخص يقرأه. صدقني، لقد تعلمت ذلك بالطريقة الصعبة."

لكن (أورين) لم يكترث لذلك وقال:

"سوف أغامر وأغتنم هذه الفرصة للحصول عليه."

تنهد (تاوكا) وقال له:

"حسنا... بعد البحث عن ذلك الكتاب اللعين لأسابيع، اكتشفت أين قد يكون موجودا. لقد قمت بانتهاء قدسية مكان دفن السيد ماغنوس وحفرت قبره."

كان (أورين) متشوقا لمعرفة ما سيقوله له، بعد أن صمت (تاوكا) لوهلة قال له (أورين):

"و؟"

فأكمل (تاوكا):

"لم يكن هناك أيّ جريموار.... وأيضاً... لا توجد جثة السيد ماغنوس. لقد كان القبر فارغاً. لهذا قمت بارسال رجلان من رجالي إلى قصر ماغنوس في إنجلترا. لقد اعتقدت بأنه ربما لم يمت، وبأنه فقط عاد إلى دياره. لكنهما لم يعودا أبدًا. فقمت بارسال رجلان آخران. ولم يرجعا أيضاً. في الأخير أرسلت أفضل رجالي. أخي. قام بالاتصال بي من داخل القصر. وقال بأنه قد وجد الكتاب. لقد كنا متحمسان. طلبت منه بأن يفتحه، وبأن يقرأه. قام بفتح الكتاب و.... عم الصمت. لقد... اختفى. الاتصال تم قطعه، ولم أره بعد ذلك مجدداً."

كان (أورين) منصدماً من ذلك فسأله:

"أنت... أنت لم تذهب لتبحث عنه؟"

فأجابه (تاوكا) بانزعاج:

"ذلك الكتاب ملعون، يا فتى. أي شخص يجد ذلك الجريموار.... يختفي. لذلك فمن الأفضل أن يتم نسيه تماماً."

قال له (أورين):

"إذن... الجريموار موجود في إنجلترا؟ داخل قصر ماغنوس؟ هل تستطيع اخباري مكانه بالتحديد؟"

تنهد (تاوكا) وقال له:

"أجل، أستطيع. ولكن.... لا تقل بأنني لم أحذرك."

يتبع..

2022/07/13 · 77 مشاهدة · 1575 كلمة
نادي الروايات - 2024